سمو الذات مدلاج في درك الظلمات

لسمو الذات سجايا وعلامات، كل منا له في تحديدها شأن ورأي، ولكني هنا سأكتبها بحروف أملاها علي ذائقتي الفكرية، وبنت أطنابها عصارة التجربة الحياتية..

” فما الحياة بحثاً عن الذات، ولكنها رحلة لصنع الذات، فاخلق من نفسك شيئاً يصعب تقليده ”

آو كما قال آرسطوا

سأنثر ههنا شذرات لمحاور امتلأت جوانبها عن سمو الذات وكيف أنه مدلاج في درك الظلمات وسأختصر:

سمو الذات والسفر:

ما السفر الا رحيل من مهروب منه إلى رغبة الحصول على مطلوب فيه، في السفر تسمو الذات وتصقلها التجارب والمعرفة وقد قيل:

ولم أر في عيوب الناس عيباً               كنقص القادرين على التمام

فما على الراغب في إكمال ذاته إلا ان يسافر ما دام قادر.

صقل الذات بمكارم المروءات:

ما الذات الحية الشريفة الا تلك التي سمت بأخلاق صاحبها وقدمت جميل صنع أفعالها لتصل إلى أعلى المراتب من عفو وصفح وهي تستطيع الإساءة، مما لا يريبني أني تذكرت من محاسن الذات الكثير ومن جميلها ما سارت به الركبان عن سيد بني تميم الأحنف بن قيس اذ قال:

(ما نازعني أحد الا اخذت أمري بأمور: إن كان فوقي عرفت له قدره، وان كان دوني رفعت قدري عنه، وان كان مثلي تفضلت عليه)..

السعيد من غرس الله في قلبه غرساً، فجعل من ذاته سلسبيل يسقي ذاك الغرس لكل ما فيه خير مترفعا عن الحساسية والتشفي والاحقاد والانتقام، ذو همة عالية و خلق رفيع ولعلي اختم بما قاله القاضي ابن مخلوف (ما رأينا مثل ابن تيمية ، حرضنا عليه فلم نقدر عليه ، وقدر علينا فصفح وحاجج عنا )

وللحديث بقية بمشيئة الله تعالى

تمت

علي آل مرعي
باحث دكتوراه في علوم الحاسب الآلي جامعه واريك

1 thought on “سمو الذات مدلاج في درك الظلمات

  1. عبدالعزيز السديري

    مررتُ على جميع مدونات ابنائي وبناتي المبتعثين بمدينة كوفنتري الجميلة التي عشتُ فيها ذكريات لا تُنسى فلم اسمح لنفسي بمغادرة مدونتكم الراقية حتى اشكركم شخصاً شخص بوركت كلماتكم المعبرة.

    الوطن فخور فيكم
    تقبلوا مروري
    عبدالعزيز السديري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.